اليمن.السعيدة.-تاريخ.وحضارة
1.
أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن اليمن
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(أتاكم
أهل اليمن أرقّ أفئدة وألين قلوبا ً ، الإيمان يمان والحكمة يمانية)
متفق عليه
وقال
عليه الصلاة والسـلام:
(اللهم
بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ،
قالوا
وفي نجدنا ، قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان )
رواه
البخاري وأحمد والنسائي
وقال
عليه الصلاة والسلام:
(إن الله
يبعث ريحا ً من اليمن ألين من الحرير فلا تدع
أحدا
ً في قلبه مثقال ذرة من الإيمان إلا قبضته )
رواه
مسلم والحاكم
وقال
عليه الصلاة والسلام:
( إني لأجد
نفس الرحمان من هاهنا وأشار إلى اليمن )
رواه
أحمد والطبراني
وقال
عليه الصلاة والسـلام:
(إذا مر
ّ بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم ويحملون
أبناءهم
على عواتقهم فإنهم مني وأنا منهم)
أخرجه
الطبراني بإسناد حسن
وقال
عليه الصلاة والسـلام:
(
(إذا
مر ّ بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم ويحملون
أبناءهم
على عواتقهم فإنهم مني وأنا منهم)
أخرجه
الطبراني بإسناد حسن
2.
صحابة من اليمن
- أبو موسى
الأشعري
- أبو هريرة
- أبي بن
كعب
- أسامة بن
زيد
- أسيد بن
حضير
- أنس بن
مالك
- ثابت بن
قيس
- جرير بن
عبدالله البجلي
- حاطب بن
ابي بلتعة
- حذيفة بن
اليمان
- دحية الكلبي
- حسان بن
ثابت
- زيد بن
ثابت
- زيد بن
حارثة
- سعد بن
معاذ
- سلمة بنت
الأكوع
- شرحبيل
بن حسنة
- عامر بن
فهيرة
- عبدالله
بن رواحة
-
عدي بن حاتم
أبوموسى الأشعري:
هو
عبدالله بن قيس بن حصن بن حرب ،
وكان
ذكيّا ً قوي الذاكرة كبير الفهم سريعه، قوي العاطفة ،
صافي
السريرة صادق اللهجة ،سليم الصدر شجاع بطل ،
وهو
أحد الصحابة الأجلاء جمع بين العلم والعمل والجهاد 0
فضائله:
>-قال له
الرسول صلى الله عليه وسلم (( لو رأيتني البارحة
وأنا
أستمع لقراءتك لقد أعطيت مزماراً من مزامير آل داود ))
2-قال الشعبي
: يؤخذ العلم من ستة وذكر منهم أبو موسى الأشعري 0
3-قال ابن
المديني : قضاة الأمة أربعة /عمر وعلي وأبو موسى وزيد بن ثابت 0
4-قال الإمام
ابن الحافظ أبو بكر بن أبي داود صاحب السنن :
كان
لأبي موسى الأشعري مع حسن صوته بالقراءة ،
فضيلة
ليست لأحد من الصحابة
هاجر
ثلاث مرات ، هجرة من اليمن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
بمكة
، وهجرة من مكة إلى الحبشة ، وهجرة من الحبشة إلى المدينة 0
5-روى
360 حديثا ً اتفق البخاري ومسلم على صحة 50 فقط 0
أبو هريرة :
هو
عبد الرحمن بن صخر الدوسي أسلم سنة 7هـ
ولازم
النبي صلى الله عليه وسلم وكان أكثر الصحابة حفظا ً للحديث
ولهذا
روى 5374 حديثا ً وعرف برحمته ورأفته المتناهية
فضائله:
1- قال أبو
هريرة يا رسول الله
(( أسمع منك
أشياء فلا أحفظها فقال ابسط رداءك فبسطته فحدّثني
حديثا
ً كثيرا ً فما نسيت شيئا ً حدثني به ))
2- دعا النبي
صلى الله عليه وسلم له ولأمه أميمة بنت صبيح
أن
يحببهما الله إلى عباده المؤمنين قال أبو هريرة :
فليس
مؤمن ولا مؤمنة إلا وهو يحبنا 0
3- قال عنه
طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه :
والله
ما نشك أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما
لم نسمع وعلم ما لم نعلم وكان أبو هريرة مسكينا ً
لا
مال له ولا أهل ولا ولد إنما كان يده مع يد النبي
صلى
الله عليه وسلم وكان معه حيثما دار
4- قال أبو
هريرة ((لا تكنوني أبا هريرة فإن النبي صلى الله عليه
ولم
كناني أبا هر والذكر خير من الأنثى ))
5- أخرج أحمد
في الزهد بسند صحيح عن أبي عثمان النهدي قال :
تضيّفت
أبا هريرة سبعا ً فكان هو وامرأته وخادمه يقيمون الليل أثلاثا
ً
يصلي هذا ثم يوقظ هذا
6- أخرج ابن
سعد بسند صحيح عن عكرمة أن أبا هريرة
كان
يسبح كل يوم 12000 تسبيحه يقول أسبح بقدر ذنبي 0
أبي
بن كعب :
هو
أبو المنذر أبي بن كعب بن قيس الأنصاري 0
من
فضائله :
1- قال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم
((إن الله
أمرني أن أقرأ عليك لم يكن الذين كفروا – قال وسمـّـاني الله تعالى قال نعم فبكى أبي ))
2- قال له
الرسول صلى الله عليه وسلم
(( أي آية
في كتاب الله معك أعظم ؟ فقال ((الله لا إله إلا هو الحي القيوم ))
فضرب
على صدره وقال ليهنك العلم أبا المنذر
3- عن مسروق
قال :
كان
أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة :
(( عمر وعلي
وعبد الله وأبيّ وزيد وأبو موسى ))
4- في الصحيحين
قال صلى الله عليه وسلم
(( خذوا القرآن
من أربعة من أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود
ومعاذ
بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة)) 0
5- كان ممن
جمع القرآن الكريم على عهده صلى الله عليه وسلم
وكان
يفتي أيضا ً في عهده وكان رأسا ً في العلم والعمل
وكان
أحد كتاب الوحي وشهد جميع المشاهد 0
أسامة
بن زيد :
كان
أسودا ً أفطسا ً وأصيب بالجدري في صغره
وعرف
بالشجاعة النادرة والذكاء الخارق والاتزان في التفكير والنضوج
العقلي
المبكر وكان تقيا ً ورعا ً عالما ً وعدّوه من أهل الفتيا من
الصحابة
وقد روى 128 حديثا ً وتوفي سنة 54هـ
من
فضائله :
1-قال صلى
الله عليه وسلم :
(( إن هذا
لمن أحب الناس إليّ بعده )) أي بعد أبيه زيد
2- أنه صلى
الله عليه وسلم كان يأخذ أسامة والحسن
فيقول
اللهم أحبهم فإني أحبهما
3- أمّره النبي
صلى الله عليه وسلم على جيش كبير فيه
من
كبار المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما قبيل
موته
صلى الله عليه وسلم وكان سن أسامة آنذاك حوالي 18 عاما ً
4- كان أسامة
يدعى بالأمير حتى مات 0
5- أنه نشأ
وترعرع في بيت النبوّة وقد روى الشيخان أن أسامة
رأى
جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم بصورة دحية الكلبي 0
6- أوّل من
هاجم الإمبراطورية الرومانية وجرّأ المسلمين على مهاجمتها 0
أسماء
بنت عميس :
هي
أم عبد الله أسماء بنت عميس بن معد الخثعمية
توفيت
نحو سنة 40هـ
فضائلها:
1- أنها داخلة
ضمن أصحاب السفينة الذين قال عنهم النبي
صلى
الله عليه وسلم ( ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان)
2- أنها داخلة
ضمن من سماهنّ الرسول (الأخوات المؤمنات)
وهنّ
: ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى اله عليه وسلم ،
وأم
الفضل امرأة العباس ،وأسماء بنت عميس امرأة جعفر ،
وسلمى
بنت عميس زوج حمزة بن عبدالمطلب (وأسماء هي أختهنّ لأمهن)
3- أسلمت مبكرا
ً قبل دخول النبي دار الأرقم وهاجرت إلى الحبشة
4- كانت زوجا
ً لثلاثة من الصحابة وأكابرهم وهم :
جعفر
بن أبي طالب ،فلما استشهد تزوجت أبي بكر ،
فلما
مات تزوجت علي رضي الله عنهم جميعا ً
أسيد
بن الحضير :
هو
أسيد بن الحضير بن سماك بن عتيك الأنصاري
: فضائله :
1- أخرج الحاكم
وصححه من حديث أسيد أنه كان يقرأ على
ظهر
بيته قال فبينما أنا أقرأ إذ غشيني شئ كالسحاب
والمرأة
والفرس في الدار فتخوفت أن تسقط المرأة فانصرفت
فقال
النبي صلى الله عليه وسلم (اقرأ إنما هو ملك استمع القرآن )
2- شهد بيعة
العقبة وكان أحد النقباء الاثني عشر وكان
مقدما
ً في قبيلته عاقلا ً لبيبا
3- شهد جميع
المشاهد وفي أحد ثبت مع النبي
صلى
الله عليه وسلم حين انكشف الناس وأصيب بسبع جراحات 0
الطفيل
بن عمرو :
أسلم
مبكرا ً في مكة عام 11 من النبوة ،
وحينما
سمع القرآن الكريم من النبي صلى الله عليه وسلم قال
(ماسمعت
قولا ً قط أحسن منه ولا آمرا ً أعدل منه )،
فضائله :
1-أسلم وذكر
للنبي أنه مطاع في قومه وأنه يعزم أن يعود ليدعوهم للإسلام ،
وطلب
منه أن يدعو لهم وأن يجعل له آية
2- فدعا لهم
الرسول ودعا له فكانت له آية وهي نور مثل المصباح
ظهر
في وجهه ، فقال اللهم في غير وجهي فتحول النور إلى
سوطه
ولما عاد دعا أباه وزوجته فأسلما ثم أسلم قومه
3- هاجر إلى
النبي بعد الخندق ومعه 70 أو 80 بيتا ًمن قومه 0
العلاء
بن الحضرمي :
هو
عبدالله بن ضمار بن مالك الحضرمي
فضائله:
1- أسلم قديما
ً
2- هو فاتح
البحرين وجزيرة دارين وأول من هاجم الفرس
3- أمّره الرسول
على البحرين وأقرّه أبو بكر ثم عمر
4- كانت له
عددا ً من الكرامات منها :
أ)
لما غزا بجيشه البحرين توضأ وصلى ركعتين ثم دعا قائلا ً
(يا علي
يا عظيم يا عليم يا حليم إنا عبيدك وفي سبيلك نقاتل
عدوك
اللهم فاجعل لنا إليهم سبيلا ً)
فاقتحم
البحر وخاضه مع جيشه وخرجوا منه سالمين (رواه البيهقي)
ب)
ذات مرّة شكى جيشه من فقدان الماء وكانوا في فلاة فقام
وصلى
ركعتين ثم دعا فإذا سحابة مثل الترس فسقوا حتى ارتووا
ج)لما
مات ودفن في الرمل وساروا عنه غير بعيد خافوا عليه أن يأتي
سبع
فيأكله فرجعوا إليه فلم يجدوه في القبر
(ذكرها البخاري
في التاريخ وابن أبي الدنيا )
5- أخوه (شريح
الحضرمي ) قال الحافظ ابن حجر :
جاء
ذكره في حديث صحيح أخرجه النسائي أن شريحا ً ذكر عند النبي فقال
(ذاك رجل
لا يتوسد القرآن ) قال ابن كثير :يعني لا ينام ويتركه
المقداد
بن عمرو :
هو
المقداد بن عمرو بن ثعلبة البهراني الكندي
وأصله
من حضرموت ولكنه فرّ إلى مكة وهناك تبنّاه الأسود بن عبد يغوث
فصار
يسمى باسمه أي المقداد بن الأسود فلما نزل قوله تعالى
(ادعوهم
لآبائهم ) قيل له المقداد بن عمرو نسبة إلى أبيه
ولكن
تسمية الأسود ظلت ملتصقة به واشتهر بها وكان المقداد ضخما
ً
طويلا ً واسع العين ، ممن خدم النبي 0
فضائله :
1- أتى المقداد
رضي الله عنه في بدر والنبي صلى الله عليه وسلم
يدعوا
على المشركين فقال والله يا رسول الله لا نقول كما قالت
بنو
إسرائيل لموسى :اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون
ولكن
نقاتل عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك )
قال
راوي الحديث فرأيت النبي صلى الله ليه وسلم أشرق وجهه وسرّه ذلك
2- قال صلى
الله عليه وسلم
( إن الله
أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم :علي والمقدام وأبو ذر وسلمان )
3- في قصة
له مع النبي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم
( اللهم اسق
من سقاني وأطعم من أطعمني )
وكان
هو صاحبها إذ قال المقداد في آخر القصة (( فأصابتني دعوته ))
4- كان أحد
سبعة أظهروا الإسلام في مكة المكرمة هم رسول الله
وأبو
بكر وعمار وأمه سمية وصهيب و بلال والمقداد 0
5- شهد جميع
المشاهد مع النبي
6- أول من
قاتل على فرس في سبيل الله وذلك في معركة بدر
7- تزوّج ضباعة
بنت الزبير بن عبد المطلب بنت عم النبي
صلى
الله عليه وسلم ي 7000آلاف درهم لكل امرأة منهن فقبلوا وصيته 0
أم
المؤمنين: جويرية بنت الحارث:
هي
جويرية بنت الحارث المصطلقية من خزاعة
فضائلها:
1- عن الشعبي
قال : كانت جويرية مُــلكُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأعتقها
وجعل عتقها صداقها وأعتق كل أسير من بني المصطلق
2- في رواية
عن مجاهد قال : قالت جويرية للنبي إن أزواجك يفخرن عليّ ويقلن لم
يتزوجك
النبي قال : أولم أعظِم صداقك ، أولم أعتق أربعين من قومك
3- لما سباها
الرسول وتزوجها فجاء أبوها فقال :
إن
ابنتي لا يسبى مثلها فخلـّــي سبيلها فقال :
أرأيت
إن خيــّــرتها أليس قد أحسنت ؟ قال : بلى ،
فأتاها
أبوها فذكر لها ذلك فقالت : (اخترت الله ورسوله)
فما
أعظم مقالتها التي يعجز عن قولها بعض شباب أمتنا
فيختارون
اللهو والمجون وتقليد الكفار في ملابسهم
وقصاتهم
وهيئاتهم عياذا ً بالله من ذلك فهل هؤلاء قد اختاروا الله
ورسوله
كما اختارتهما أم المؤمنين جويرية
(انظروا
إلى حالهم مع الله ثم أجيبوا أنتم على هذا السؤال)
4- لما علم
الصحابة بزواجها قالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأعتـقـوا
(أسارى بني المصطلق) فأرسلوا ما كان بأيديهم
من
بني المصطلق فلقد أعتق الله بها مائة أهل بيت منهم
أم
سليم بنت ملحان :
فضائلها :
1- هي أم أنس
بن مالك رضي الله عنه
2- لما قدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ابنها أنس ابن ثمان
أو
عشر سنين قطعت خمارها نصفين فأزرته بنصفه وجعلت النصف
الآخر
له رداء ثم انطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت
يا رسول الله : (لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفك
بتحفة
وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا بني ّ هذا فخذه فليخدمك
ما
بدا لك وادع الله له فقال أنس : (فما ترك خير آخرة ولا دنيا
إلا
دعا به وكان مما قال : (اللهم ارزقه مالا ً وولدا ً وبارك له فيه )
فبتلك
الدعوة فإن ماله لكثير وإن له بستانا ً ليحمل في السنة
مرتين
وولد له من صلبه (129) ولدا ّ وأكثر
أما
والله ما قدمت أم لابنها ما قدمته أم سليم لأنس أوردته المنهل
العذب
الصافي ثم قالت : رد فورد وصدر عنه وهو رواه
نال
السيادة في دنيا وآخرة ٍ والسبق والفضل والتقديم والشرفا
نعم
أيتها الأمهات إن الدرر تبقى في أصدافها حتى يأتي من يخرجها ،
إن
الأم التي لا تصنع لابنها أسباب الحياة الشريفة يُـــــصنع له الموت ،
إن
الأم التي لا تعمل لابنها ما يسعده وينفعه يُعمل له ما يضره ويشقيه ،
الأم
التي تتخذ اللهو مركبا ً تغرق بنيها في اللجة ،
الأم
التي لا تكرم أبناءها بالعلم والتربية مضيعة لرأس مالها ،
الأم
التي لا تجعل الأخلاق ملاك بيتها تتعجل هدمه ودماره وزواله ،
الأم
التي تلد فتكل التربية لمن ليس أهلا ً لها أمة تلد العبيد لا تلد
الأحرار
الصناديد طفيلية على
موائد
الخدم حقيقة بالنهر والقهر وقصم الظهر
3- أخرج ابن
سعد بسند صحيح أنها اتخذت خنجرا ً يوم حنين
4- في الصحيح
دعا لها الرسول صلى الله عليه وسلم
ولزوجها
أبي طلحة فقال (بارك الله لكما في ليلتكما )
أنس
بن مالك :
هو
أبو حمزة أنس بن مالك بن النضر النجاري الخزرجي
(( خادم رسول
الله صلى الله عليه وسلم ))
فضائله :
1- دعا له
الرسول صلى الله عليه وسلم فقال
(( اللهم أكثر
ماله وولده ، وبارك له فيما أعطيته ))
وفي
الصحيح أنه ولد له من صلبه قريب من مائة أو ما ينيف عليها 0
2- خدم الرسول
صلى الله عليه وسلم طوال الفترة المدنية عشر سنوات
ثابت
بن قيس:
هو
أبو محمد ثابت بن قيس بن سماك الخزرجي
وهو
خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطيب الأنصار رضي الله عنهم 0
فضائله :
1- قال له
الرسول صلى الله عليه وسلم
(( ألا ترضى
أن تعيش حميدا ً وتقتل شهيدا ً وتدخل الجنة ؟
قال
بلى يا رسول الله فعش حميداً وقتل شهيداً (يوم مسيلمة الكذاب )
2- شهد بيعة
الرضوان ومن قبلها أحدا ً وغيرها من المشاهد 0
3- أمّره أبو
بكر رضي الله عنه على الأنصار في حروب الردة
وكان
خالد رضي الله عنه على قريش والقيادة العامة 0
جرير
البجلي:
هو
جرير بن عبدالله البجلي ،
وفد
على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم قبل السنة العاشرة
وكان
بديع الجمال مليح الصورة طويلا ً يصل إلى سنام البعير 0
فضائله :
1- قال عنه
النبي صلى الله عليه وسلم
(( على وجهه
مسحة ملك ))
2- قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم
(( جرير منا
أهل البيت ظهراً لبطن ، ظهراً لبطن ))
3- في حجة
الوداع قال له النبي صلى الله عليه وسلم
(( استنصت
الناس )) 0
4- أخرج الشيخان
عن أنس رضي الله عنه قال
( كان جرير
يخدمني وهو أكبر مني)
5- اشترك جرير
في معظم الفتوحات وقد فتح
( خانقين
و همدان و حلوان و قرقسين )
6- كان عمر
رضي الله عنه يقدمه على جميع بجيله
(وهي قبيلة
جرير ) وكان يسميه (يوسف هذه الأمة )0
7- كان يقال
: لولا جرير هلكت بجيله ** نعم الفتى وبئست القبيلة 0
حاطب
بن أبي بلتعة :
هو
أبو عبد الله حاطب بن أبي بلتعة اللخمي
أصله
أزدي من اليمن ، ومات حاطب في سنة 30هـ
فضائله :
1- أن عبدا
ً جاء يشكوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال
يا نبي الله ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((كذبت لا
يدخلها إنه شهد بدرا ً والحديبية ))
2- بعد مكاتبته
لأهل مكة اتهمه عمر بن الخطاب بأنه منافق وأمر بقتله
فقال
النبي صلى الله عليه وسلم
(( وما يدريك
لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم ))
وفي
رواية ((فقد غفرت لكم )) 0
حذيفة
بن اليمان :
هو
أبو عبد الله حذيفة بن اليماني بن جابر بن عمرو العبسي
فضائله :
1- كان صاحب
سر رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
2- في الصحيحين
عن حذيفة رضي الله عنه قال
( لقد حدثني
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما
كان وما يكون حتى تقوم الساعة )0
3- كلفه النبي
صلى الله عليه وسلم يوم الخندق أن يذهب
فيكشف
له خبر القوم وقال له قم يا حذيفة 0000) وهذا في الصحيح
4- شهد المشاهد
كلها ماعدا بدرا ً وولاه عمر الكوفة وولي إمرة المدائن أيضا ً0
حسّان
بن ثابت :
هو
أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري الخزرجي
وكان
شاعر النبي صلى الله عليه وسلم والمدافع عنه بشعره وكن مخضرما
ً
عاش 60سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام
فضائله :
1- قال له
الرسول صلى الله عليه وسلم
( اهج المشركين
فإن الله يؤيدك بروح القدس )
2- قل النبي
صلى الله عليه وسلم
( حسان حجاز
بين المؤمنين والمنافقين لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق )0
3- قال أبو
عبيد فضل حسان بن ثابت على الشعراء بثلاث :
كان
شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في أيام
النبوة
وشاعر اليمن كلها في الإسلام 0
دحية
الكلبي :
هو
دحية بن خليفة الكلبي القضاعي
وكان
دحية رجلا جسيما ً أبيضا ً من أجمل الناس وأجلهم
فضائله:
1- قال صلى
الله عليه وسلم (أشبه من رأيت بجبريل دحية الكلبي )
2- شهد جميع
المشاهد عدا بدرا ً 0
3- أرسله النبي
صلى الله عليه وسلم برسالته إلى قيصر
يدعوه
فيها إلى الإسلام في محرم سنة 7هـ
زيد
بن حارثه :
هو
زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب الكلبي القضاعي
اختطف
صغيرا ً وبيع في مكة ثم أصبح غلاما ً لخديجه رضي الله عنها
ثم
أهدته للمصطفى صلى الله عليه وسلم ثم أعتق بعد ذلك
وزوجه
الرسول بنت عمه ( زينب بنت جحش ) رضي الله عنها
ثم
طلقها فتزوجها المصطفى صلى الله عليه وسلم بأمر ربه
واستشهد
زيد في سنة 8هـ
فضائله:
1- قال صلى
الله عليه وسلم
( وأيم الله
إن كان لخليقا ً للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي ّ )
2- قال صلى
الله عليه وسلم
( دخلت الجنة
فاستقبلتني جارية شابة فقلت لمن أنت ؟ قالت لزيد بن حارثه )
3- هو الصحابي
الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن صراحة وذلك
في
سورة الأحزاب في قوله تعالى (فلما قضى زيد منها وطرا 000 )
4- هو أول
من أسلم من الموالي في مكة المكرمة
5- لما قدم
أبوه من اليمن وعرفه أراد أن يفتديه من المصطفى
ظنا
ً منه أنه مايزال رقيقا عنده ولكن الرسول أعاد الأمر لزيد
ومايختاره
فاختار زيد ونعم مااختار أن يكون إلى جانب
رسول
الله صلى الله عليه وسلم وفضله على أبيه وأمه وعلى أهله جميعا
6- شهد جميع
المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم
7- كان أول
القادة الثلاثة الذين عيّنهم الرسول في غزوة مؤتة وفيها
استشهد
فنال الفضل العظيم وذلك سنة 8هـ
8- آخى الرسول
بينه وبين حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنهما
9- تزوّج أم
أيمن رضى الله عنها مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته 0
سعد
بن معاذ :
هو
سعد بن معاذ بن النعمان الأنصاري سيد الأوس وكان بطلا ً شجاعا ً
فضائله:
1- قال صلى
الله عليه وسلم
(اهتز عرش
الرحمن لموت سعد بن معاذ )
2- قال صلى
الله عليه وسلم
(والذي نفس
محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا )
وقال
هذا حين رأى بعض الصحابة ثوب ديباج هدية من كسرى
وفي
رواية جبّة سندس من اكيدر الدومة أي دومة الجندل
3- لما توفي
سعد بن معاذ صاحت أمه فقال لها صلى الله عليه وسلم
( إن ابنك
أول من ضحك الله له )
4- قال صلى
الله عليه وسلم (قوموا إلى سيدكم )
سلمة
بن الأكوع:
هو
: أبو مسلم سلمة بن سنان بن عبدالله بن سلامان بن أسلم
(من خزاعة)
فضائله:
1- بايع النبي
صلى الله عليه وسلم على الموت عند الشجرة
وكانت
بيعة الشجرة (الرضوان أو الحديبية ) هي أول مشاهده
2- قال عنه
الحافظ :وكان من الشجعان ويسبق الفرس عدوا ً
3- قال عنه
النبي (خير فرساننا أبو قتادة وخير رجالنا سلمة بن الأكوع)
شرحبيل
بن حسنه:
هو:شرحبيل
بن حسنه الكندي وكان رجلا ً تقيا ً
ورعا
ً كريما ً مضيافا ً غيورا ً
فضائله:
1- أسلم قديما
ً في مكة المكرمة ، وهاجر إلى الحبشة في المرة الثانية
2- كان من
علية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد معه بعض المشاهد
3- كان من
كتاب الوحي
4- هو فاتح
الأردن
5- توفي بالطاعون
سنة 18هـ ومعنى هذا أنه شهيد فقد ثبت في الصحيح
أنه
من مات به فهو شهيد
عامر
بن فهيرة :
كان
مولـّدا من الأزد وهو مولى أبي بكر الصديق وقد أعتقه
فضائله:
1- أنه كان
أحد الأوائل السابقين في الإسلام فقد أسلم مبكرا ً في مكة المكرمة
2- عذب في
الله تعالى في مكة
3- كان يرعى
غنما ً لأبي بكر ويوم الهجرة كان يهيء للنبي وأبي بكر لبنا ً يتغذيانه
4- هاجر مع
الرسول وأبي بكر وهو الي كتب كتاب الأمان لسراقة
5- شهد بدرا
ً وأحدا ً ثم استشهد في بئر معونة
6- كان من
كتـّــاب النبي كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية
7- لما طعن
بالرمح في معونة قال : فزت ورب ّ الكعبة ورُفع حتى
غاب
عن الأبصار فيقال أن الملائكة دفنته ويقال أنها رفعته والله أعلم
8- في الصحيحين
:عن أنس قال :قرأنا فيهم شهداء بئر معونة قرأنا أن
بلـّغوا
عنا قومنا أنّا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا
عبد
الله بن رواحه :
هو
أبو محمد عبد الله بن رواحه بن ثعلبة الأنصاري
وهو
الذي بلغ من إيمانه أنه كان إذا لقي أحد الصحابة قال له
(تعال نؤمن
بربنا ساعة )
فلما
علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( يرحم الله
ابن رواحه إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة )
فضائله :
1- قال صلى
الله عليه وسلم
(رحم الله
أخي عبد الله بن رواحه كان أينما أدركته الصلاة أناخ )
2- لما دخل
الرسول مكة في عمرة القضاء وابن رواحة بين يديه وهو يقول :
خلوا
بني الكفار عن سبيله ****** اليوم نضربكم على تأويله
ضربا
ً يزيل الهام عن قتيله ***** ويذهل الخلJيل عن خليله
فقال
عمر ياابن رواحه أفي حرم الله وبين يدي رسول الله
تقول
هذا الشعر فقال :خل عنه ياعمر فوالذي نفسي بيده
لكلامه
أشد عليهم من وقع النبل
3- كان أحد
السبعين في بيعة العقبة وأحد النقباء الإثني عشر فيها
4- كان من
كتّابه صلى الله عليه وسلم وأحد الشعراء الفحول في الإسلام
5- كان أحد
قادته صلى الله عليه وسلم وأمراء الجيوش نافح عن الإسلام بشعره وسيفه
6-شهد كل
المشاهد مع النبي وكان أحد الأمراء في غزوة مؤته وفيها استشهد
7- من أحسن
مدحه في النبي صلى الله عليه وسلم :
لو
لم تكن فيه آيات مبينه ****** كانت بديهته تنبيك
عدي
بن حاتم الطائي:
[color="Black"]هو أبو
طريف عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي
وأبوه
حاتم طيء الذي ضرب المثل بجوده في الجاهلية وكان عدي نصرانيا ً
،
وكان ملكا ً من ملوك العرب يأخذ الربع من غنائم قومه كما كان
يفعل
غيره من الملوك وأسلم سنة 9هـ وبعد إسلامه كان سببا
ً
في منع قومه من الردة
عمّار
بن ياسر :
ولد
تقريبا ً في 43 قبل الهجرة وتوفي سنة 37هـ
شهيدا
ً يكنى بأبي اليقظان وكان أسود اون طويلا ً رضي الله عنه 0
فضائله :
1-عن أبي
سعيد قال : كنا نحمل في بناء المسجد لبنة لبنة
وعمار
يحمل لبنتين لبنتين فرآه النبي صلى الله عليه وسلم
وجعل
ينفض التراب عنه ويقول :
((ويح عمار
يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار )) رواه البخاري
2- جاء في
الصحيح ( عمار تقتله الفئة الباغية )0
3- كان سابع
سبعة أظهروا الإسلام في مكة المكرمة 0
4- نزل فيه
قوله تعالى ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )
5- شهد جميع
المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم 0
6- أول من
بنى مسجدا ً في الإسلام 0
7- قال صلى
الله عليه وسلم (أبو اليقظان كنية عمار على
الفطرة
لايدعها حتى يموت أو يمسّه الهرم )
عمران
بن حصين:
هو
أبو نجيد عمران بن حصين بن عبيد بن
خلف
بن كعب بن عمرو بن خزاعة
فضائله :
1- أن الملائكة
كانت تسلـّـم عليه
2- أسلم قديما
ً هو وأبوه وغزا مع الرسول غزوات ولم يزل في
بلاد
قومه وينزل المدينة كثيرا ً إلى أن قبض النبي
3- قال الطبراني
فيمن شك في إسلام والد عمران : والصحيح أنه أسلم
4- بعثه عمر
رضي الله عنه إلى البصرة ليفقه أهلها
5- قال عمران
بن حصين :ما مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها
رسول
الله صلى الله عليه وسلم
معاذ
بن جبل :
هو
أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري
الخزرجي
وكان معاذ رضي الله عنه إماما ً فقيها ً ربانيا ً
جليل
القدر بين أصحاب رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم
وصفه
عبدالله بن مسعود بأنه كان أمة
فضائله :
1- قال صلى
الله عليه وسلم ( خذوا القرآن من أربعة من أبي بن كعب
وعبد
الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة ) 0
2- قال معاذ
: أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بيدي يوما ً ثم قال :
يا
معاذ والله إني لأحبك فقلت له بأبي أنت وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك 0
3- قال صلى
الله عليه وسلم :
( أرحم أمتي
بأمتي أبو بكر ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ ) 0
4- قال صلى
الله عليه وسلم
( معاذ بن
جبل إمام العلماء يوم القيامة برتوه) 0
5- أمّــــره
النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن 0
6- كان أحد
السبعين الذين شهدوا العقبة 0
7- شهد المشاهد
كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم 0
8- مات بالطاعون
في الشام ولهذا فهو شهيد
كما
صح في الحديث أن الطاعون شهادة 0
وائل
بن حجر:
هو
أبو هنيدة وائل بن حجر بن ربيعة الكندي
وفد
على الرسول وروى 71 حديثا ً وشارك في الفتوحات
ومن
أحفاده العلامة ابن خلدون ،توفي سنة 50هـ
فضائله :
1- روى البخاري
في تاريخه والطبراني والبيهقي عن وائل بن حجر قال :
بلغنا
ظهور رسول الله ونحن بمُلك عظيم وطاعة عظيم فرفضت
ذلك
ورغبت إلى اله ورسوله وفي دينه فلما قدمت إلى رسول الله
وأخبرني
أصحابه أنه بشرهم بمقدمي قبل أن أقدم بثلاثة أيام
وبسط
ردائه لي وأجلسني عليه ثم صعد منبره فقال لهم
(أيها الناس
هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت
طائعا
ً لله غير مكره راغبا ً في الله ورسوله وفي دينه بقية أبناء الملوك )
2- روى الطبراني
وأبو نعيم أن رسول الله أصعده على المنبر
ودعا
له ومسخ على رأسه وقال :
(اللهم بارك
في وائل وولده وولد ولده )
ونودي
بالصلاة جامعة ليجتمع الناس سرورا ً لقدوم وائل
3.
تابعيين
من اليمن
4.
صور من
اليمن
5.
اليمن
في القرآن
فضائل أهل اليمن في القرآن الكريم..
1
قوله تعالى ( ياأيها الذين ءامنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) . تلا هذه الآية ابو موسى الأشعري رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وءاله وسلم فقال : " هم قومك يا أبا موسى أهل اليمن"
قلت : وقد ورد الحديث عند الحاكم في المستدرك على هذا النحو : عن سماك بن حرب قال: سمعت عياض الأشعري يقول:
لما نزلت: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} [المائدة: 54]. قال رسول الله - صل الله عليه وسلم (هم قومك يا أبا موسى). أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى الأشعري بشيء كان معه، .
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه .
قوله تعالى ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا)
قيل أن سيدناإبراهيم لما أمر بالنداء على جبل أبي قبيس ونادى بأعلى صوته : يا عباد الله إن الله بنى لكم بيتاً وأمركم بحجه فحجوه . فأجابوا من أصلاب الرجال وأرحام النساء : لبيك اللهم
فلا يحج هذا البيت إلا من أجاب إبراهيم عليه السلام . وروي أن أول من أجاب أهلُ اليمن فلهذا هم أكثر الناس حجاً .
قوله تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الأرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُون)
والارض الجرز
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : هي أرض باليمن
وقال مجاهد: هي أبين.
( الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي ، جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري)
قوله تعالى : ( لقد كان لسبأ في مساكنهم ءايةٌ جنتان)
قال المفسرون : سبأ قبيلة ، وأرض سبأ يقال لها : مأرِب بأرض اليمن .
قوله تعالى : ( بلدةٌ طيبةٌ وربٌ غفور)
ما أطيب المغفرة بعد الطيبات . فدل ذلك على أن اليمن من قديم الزمان كثير الخيرات ظاهر البركات .
قوله تعالى : ( أهم خيرٌ أم قوم تُبَّع)
روي عنه عليه الصلاة والسلام : ( لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم)
الحديث في مسند أحمد ، المعجم الكبير للطبراني ، مجمع الزوائد للهيثمي ، فتح البارئ لابن حجر
، شرح مسند أبي حنيفة للقاري ، كنز العمال للهندي ، الجامع الصغير للسيوطي
وهو أول من كسا الكعبة في الجاهلية .
قوله تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا)
قال الماوردي في تفسيره : الناس هنا هم أهل اليمن .
قلت : في معجم الطبراني الكبير : عن ابن عباس قال لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح حتى ختم السورة قال نعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين نزلت قال فأخذ بأشد ما كان قط اجتهادا في أمر الآخرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك جاء الفتح ونصر الله وجاء أهل اليمن فقال رجل يا ءسول الله وما أهل اليمن قال قوم رقيقة قلوبهم لينة قلوبهم الإيمان يمان والفقه يمان .
أما في السنة :فالحديث الأول :عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم)
رواه الشيخان ، وفي رواية لمسلم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( جاء أهل اليمن. هم أرق أفئدة. الإيمان يمان. والفقه يمان. والحكمة يمانية)
2
عن أبي مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمان ها هنا - وأشار بيده إلى اليمن - والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين - عند أصول أذناب الإبل ، من حيث يطلع قرنا الشيطان ربيعة ومضر)
رواه البخاري .
3
عن زيد ابن ثابت: أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر قبل اليمن ، فقال : "اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا". رواه الترمذي .
4
وعن حيان بن بسطام الهذلي قال: كنا عند عبد الله بن عمر، فذكروا حاج اليمن وما يصنعون فيه ، فسبهم بعض القوم ، فقال ابن عمر: لا تسبوا أهل اليمن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"زين الحاج أهل اليمن".
قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط والكبير وإسناده حسن فيه ضعفاء وثقوا .
5
عن أبي أمامة الباهلي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من خيار الناس الأملوك أملوك حمير وسفيان والسكون والأشعريين . رواه الطبراني
6
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : -يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم .
رواه الإمام أحمد .
7
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم قال : الإيمان يمان ، وهم مني وإلي وإن بعد منهم المربع ، ويوشك أن يأتوكم أنصارا أعوانا فآمركم بهم خيرا .
( كنز العمال للمتقي الهندي )
8
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس ، فأوسعنا له فجلس وقال : "أين أصحابي الذين أنا منهم وهم مني؟ وأدخل الجنة ويدخلونها معي؟". فقلنا : يا رسول الله أخبرنا! قال: "نعم ، أهل اليمن المطروحون في أطراف الأرض ، المدفوعون عن أبواب السلطان ، يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يقضها".
أخرجه الطبراني والهيثمي .
9
عن عتبة بن عبد أن رجلا قال يا رسول الله العن أهل اليمن فإنهم شديد بأسهم كثير عددهم حصينة حصونهم قال لا ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجمين فارس والروم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم ويحملون أبناءهم على عواتقهم فإنهم مني وأنا منهم .
أخرجه الطبراني وأحمد .
10
عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة وأنجع طاعة .
11
عن عبد الله بن فيروز الديلمي عن أبيه فيروز قال قلت يا رسول الله نحن من قد علمت وحينا من حيث تعلم ونزلنا بين ظهراني من تعلم فمن ولينا قال الله ورسوله قال قلت حسبي . أخرجه الطبراني .
12
عن ابن عمر قال:
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا). قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ قال: (اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا). قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: (هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان).
رواه البخاري
13
عن ابن عباس قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذ قال: "الله أكبر {إذا جاء نصر الله والفتح} وجاء أهل اليمن، قوم نقية قلوبهم، حسنة طاعتهم - أو كلمة نحوها - الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية".
رواه البزار .
14
عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال:
-بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق مكة إذ قال يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار من في الأرض فقال رجل من الأنصار ولا نحن يا رسول الله فسكت قال ولا نحن يا رسول الله فسكت قال ولا نحن يا رسول الله فقال في الثالثة كلمة ضعيفة إلا أنتم . رواه الإمام أحمد
15
عن معاذ أنه كان يقول:
-بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال: لعلك أن تمر بقبري ومسجدي قد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم يقاتلون على الحق مرتين فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك ثم يعود إلى الإسلام حتى تبادر المرأة زوجها والولد والده والأخ أخاه فأنزل بين الجبينين السكون والسكاسك. رواه أحمد
16
عن أنس بن مالك قال:
لما جاء أهل اليمن قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة". رواه أبوداود0
عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال:
دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب، فأتاه ناس من بني تميم، فقال: (اقبلوا البشرى يا بني تميم). قالوا: قد بشرتنا فأعطنا، مرتين، ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن، فقال: (اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم). قالوا: قد قبلنا يا رسول الله، قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر، قال: (كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السماوات والأرض)
اليمن الكبرى، أو اليمن التاريخية : هي تلك الأرض الواقعة في جنوب/و جنوب شرق/ وجنوب غرب الجزيرة العربية، تمتد من الطائف وتخوم مكة شمالاً، إلى عدن في أقصى الجنوب، ومن باب المندب غرباً، إلى مضيق هرمز شرقاً، إلى تخوم كاظمة (الكويت حالياً) في الشمال الشرقي. وللإيجاز سنحاول توضيح بعض الأمور المهمة في تاريخ اليمن:
الأمور التاريخية والأمور الدينية بشكل نقاط كما يلي:
• (1)اليمن سميت اليمن بهذا الاسم لعدة أسباب: وجد في الكتابات السبأية القديمة ذكر اليمن بلفظ (يمنات)، وكذلك لأنها بلاد اليُمن والبركة، أي بلاد الخير الكثير الذي لاينقطع، وأيضاً بلاد البركة لأنها اشتهرت بإنتاج جميع المواد التي تستخدم في الطقوس الدينية القديمة مثل البخور واللبان ... وغيرها قبل وبعد بناء الكعبة المشرفة، وأضيف سبب آخر هو وقوعها يمين الكعبة المشرفة.
(2)ذكرت اليمن في الكثير من الكتب القديمة والتاريخية، منها التوراة، وكتب التاريخ الإغريقي، والروماني ...الخ ووصفت باليمن السعيد، و لم توصف أي أرض في الدنيا بهذا الوصف غيرها، لتمتعها بوفرة في المياه والخضرة ، ولطبيعتها الخلابة، ولأرضها الخصبة التي باركها الله ، ولأنها أرض لمعظم الأنبياء، وأنصار الأنبياء ، ولتعدد حضاراتها المهمة في تاريخ البشرية ، ولدورها وبيوتها وقصورها الفخمة، ولجسارة وقوة شعبها الذي صنع من الجبال قصوراً شامخاً، ومدرجات زراعية في قمم الجبال الشاهقة.
(3)تعتبر اليمن - بحسب الكتب التاريخية المختلفة، وبحسب ما توصل له العلم مؤخراً – الموطن الأول للجنس البشري على الأرض، ونقطة التجمع والانطلاق الأولى للهجرات البشرية .
(4)تعتبر اليمن أرض العرب الأولى ، والشعب اليمني هو أصل الجنس العربي، واليمنيون هم أول من تكلم باللسان العربي، فقبائل اليمن الشهيرة ( عاد، وثمود، وطسم، و جديس، وجرهم، والعمالقة، و أُميم .. وغيرها) هي قبائل العرب القديمة التي انتشرت في الجزيرة العربية، والعراق، والشام، ومصر، وشمال إفريقيا، والقرن الأفريقي ..وغيرها وظهر منها العرب العاربة قبائل قحطان والعرب ( المستعربة ) قبائل عدنان ، ومن يعتقد أن عدنان مستعرب فهو خاطئ لأن عدنان يعود إلى قبائل العرب القديمة التي قدمت من اليمن، لذلك فإن عدنان عربي يمني، وبالتالي فإن نبي الله إبراهيم عليه السلام عربي وليس أعجمي، وبالتالي فإن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عربياً وليس له أي أصل أعجمي ، بعكس ما قاله عدد من المؤرخين الذين نسبوا الرسول لنبي الله إبراهيم الذي وصفوه بالأعجمي.
(5)الفينيقيون) قوم هاجروا من أرض اليمن تجاه الشمال، وسكنوا في لبنان ونشأ منهم الشعب الشهير ( الفينيقيون) وأنشئوا الحضارة الفينيقية، وكذلك هاجرت قبائل اليمن إلى مصر وسكنت على ضفاف النيل وأنشأت ماسمي بالحضارة الفرعونية الغنية عن التعريف ، وهناك العديد من الكتابات والكتب التاريخية التي أوضحت أصول شعب مصر القديم وأنها بلا شك تعود إلى اليمن ومنها : الكتاب «جغرافية التوراة في جزيرة الفراعنة» للباحث في علم الآثار/ أحمد عيد، الذي قدم له الأستاذ الدكتور/ أحمد الصاوي عالم الآثار المصري والأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، وطبع لأول مرة في فبراير عام 1996م عن مركز المحروسة للبحوث والتدريب والنشر بالقاهرة ، حيث أعاد الكاتب أصل الفراعنة إلى قبيلة العماليق التي هاجرت من اليمن إلى الشام ومن ثم هاجر بعضهم إلى وادي النيل وسكنوا مصر ، وأشارت كتب أخرى أن الهجرة اليمنية لمصر مرت عبر الحبشة وليس الشام، وخلاصة ما نشر في هذا الموضوع أن لقب (فرعون) أصله باللغة العربية السبأية القديمة هو (فرعوم) وأن الهكسوس الذين حكموا مصر فترات طويلة قدموا كذلك من اليمن، وسموا الملوك الرعاة، وأن الحضارة المصرية لا تنفصل عن بيئتها المحيطة المكونة من مجموعة من القبائل اليمنية التي سكنت وادي النيل والصحراء الليبية الكبرى وشمال أفريقيا وموريتانيا
(6)قبيلة جرهم اليمنية الشهيرة هي أول من سكن بأرض مكة، وهي من آوت إليها نبي الله إسماعيل عليه السلام، وأمه هاجر ، و من نسلها جاءت قريش، وهم من بنا الكعبة مع أنبياء الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وتزوج نبي الله إسماعيل من بناتها ، ومن ذريتهما جاء نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، لذلك يقول رسول الله صل الله عليه وسلم(أهل اليمن هم مني وأنا منهم ) ( وغيرها الكثير من الأقوال المأثورة عن الرسول التي يشير فيها إلى علاقته بأهل اليمن)
(7)ذكرت اليمن في القرآن، وحملت سورتين من سور القرآن أسماء مناطق فيها (سبأ، الأحقاف ) سبأ امتدت من مأرب شمالاً إلى شبوة شرقاً، والأحقاف في حضرموت شرقاً، ووصف الله اليمن بأنها ( جنة، وبلدة طيبة ) ولم يطلق على أي أرض هذا الوصف في القرآن غير اليمن.
ملوك اليمن أول من لبس التيجان، ومن أشهر ملوكهم: (8)الملكة بلقيس زوجة نبي الله سليمان التي ورد ذكرها في القرآن في سورة سبأ، و الملك الصعب بن ذي مرائد بن الحارث الرائش بن حمير بن سبأ الملقب بذي القرنين، لأن تاجه كان له طرفان كالقرنين، وهو الذي ذكر في سورة الكهف قي قصته مع قوم يأجوج ومأجوج ( كما جاء في ابن كثير والمقريزي وبن هشام والطبري .. وغيرهم الكثير ) والملك كرب أسعد أو أسعد الكامل هو أول من آمن بنبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام من قبل أن يولد وهو أول من كسا الكعبة، وأمر ولاته بمكة من جرهم بكسائها كل عام، وأمرهم بتطهيرها وألا يقربوها دماً ، ولا ميتة ولا المحايض وجعل لها باباً ومفتاحاً، ويعتبر من أعظم ملوك اليمن، وقد قال عن نفسه في قصيدة شهيرة : قد دعتني نفسي لأن انطح الصين بخيلٍ أقودها من ظفار، ولنا فيلق صعب القياد عرندسُ ، ثمانون الفاً راكبا غير راجل، نلت بلاد المشرقين كلها، ونلت بلاد المغربين وبابلاً، ونلت بلاد السند والهند كلها وفي الصين صيدنا نقيباً وعاملاً . وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الملك تُبع (لا تسبوا تُبعاً فإنه كان قد أسلم) .
(9)ذكر القرآن العديد من القصص ، نالت أرض اليمن ورجال اليمن نصيباً كبيراً منها ، ومن تلك القصص : قصة أصحاب الجنة، قصة أصحاب الأخدود، إرم ذات العماد، قصة نبي الله سليمان عليه السلام وملكة سبأ، قصة السيل العرم، قصة ذو القرنين، قصة الفيل وأبرهه ومحاولة هدم الكعبة ... وغيرها .
(10)يوجد في اليمن عدد من قبور الأنبياء الذي يعتقد عدد من الباحثين اليمنيين والعرب حقيقتها ومنهم عليهم السلام: الأنبياء نوح وأيوب وهود وصالح وشعيب.
(11)سميت القارة الأفريقية بهذا الاسم نسبة إلى الملك اليمني الحميري: افريقس بن أبرهة بن حارث بن حمير بن سبأ، الذي غزا إفريقيا وصال وجال فيها وملك مناطق كبيرة منها .
اليمن وأهلها في القرآن والسنة الشريفة:
إن من منن الله الجزيلة وعطاياه العظيمة على أهل اليمن أن أكرمهم بفضائل ليست لغيرهم، وشرفهم الله تعالى بأن جعل قيام الدولة الإسلامية في أرضهم( الأنصار ) ( وذلك عندما قامت وتأسست في يثرب {المدينة المنورة} وعلى أيدي رجالها الأوس والخزرج القبائل اليمنية الشهيرة .
لقد جاء في فضل اليمن وأهل اليمن آيات وأحاديث لم تجتمع لغيرهم. وظهرت من أهل اليمن معادن الرجال القوية في إيمانها، المخلصة في وجهتها، المتأسية في سيرها بالمصطفى صلى الله عليه وسلم.
فكان منهم الحكماء والعلماء والبلغاء، وكان منهم القادة والفاتحون والزعماء والإداريون والأبطال، وكان منهم الولاة، ونذكر فيما يلي شيئاً من فضائلهم الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
فضائل اليمن وأهلها في القرآن الكريم:
اليمن بلدة طيبة
قال الله سبحانه وتعالى: [لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور] {سبأ: 15
قال العلامة الفضيل الورتلاني رحمه الله في تفسير هذه الآية (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ): "ومن ميزات كلام الله الخلود والإعجاز، وحظ التذكير لنا في هذه الآية أنه من ناحية الخلود يؤخذ أن طيبة هذا البلد أمر مستمر إلى يوم القيامة، ومن ناحية الإعجاز يؤخذ من كلمة (طَيِّبَةٌ)): عدم قدرة أحد من الخلق أن يصفها بكلمة واحدة مثلها، مع شمولها لكل ما تنطوي عليه من خيرات نافعة"
يحبهم ويحبونه:
قال الله سبحانه وتعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] {المائدة: 54}.
ورد في سبب نزول هذه الآية عن عياض الأشعري رضي الله عنه قال: «لما نزلت هذه الآية [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] {المائدة: 54} أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى الأشعري بشيء كان معه، فقال: هم قوم هذا» . أخرجه الحاكم (2/ 313)، وابن أبي شيبة في مسنده (12 /125)، وابن جرير في تفسيره (12193)، والطبراني في الكبير (17/371 )، وصححه الألباني في الصحيحة 3368).
قال الإمام الشوكاني رحمه الله: "إذا عرفت أن هذه الآية نازلة فيهم بهذه الأحاديث فاعلم أنها قد اشتملت على مناقب لأهل اليمن.
الأولى منها
اختصاص أهل اليمن بهذه الميزة العظيمة؛ وهي أن الله سبحانه وتعالى يأتي بهم عند ارتداد غيرهم من قبائل العرب التي هي ساكنة في هذه الجزيرة على اختلاف أنواعها وتباين صفاتها، فإن ذلك لا يكون إلا لمزيد شرفهم، وأنهم حزب الله عند خروج غيرهم من هذا الدين.
المنقبة الثانية:
قوله عز وجل: (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) فليس بعد هذه الكرامة والتشريف من الله سبحانه شيء، فإن من أحبه الله قد سعد سعادة لا يماثله سعد، وشرف شرفاً لا يقاس به شرف، وفاز فوزاً لا يعادله فوز، وأكرم كرامة لا تساويها كرامة.
المنقبة الثالثة:
قوله: (وَيُحِبُّونَهُ): وهذه كرامة جليلة، ومنقبة جميلة، فإن كون العبد الحقير محباً لربه -عز وجل- هي الغاية القصوى في الإيمان الذي هو سبب الفوز بالنعيم الدائم، وسبب النجاة من العذاب الأليم، ومن عظم محبة الله -عز وجل- ودلائل صحتها: اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله، والاقتداء به، والاهتداء بهديه الشريف.
قال الله عز وجل: [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ..] {آل عمران: 31} فمن أحب الله واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فاز بحب بالله -عز وجل- له، وبمحو ذنوبه وارتفاع درجته بين عباد الله المؤمنين.
المنقبة الرابعة:
قوله: (أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ) {المائدة: 54} فإن الذلة لأهل الإيمان من أشرف خصال المؤمنين، وأعظم مناقبهم، وهو التواضع الذي يحمده الله -عز وجل-، ويرفع لصاحبه الدرجات، وفي ذلك الخلوص من معرة كثيرة من خصال الشر، التي من جملتها الكبر والعجب.
المنقبة الخامسة:
قوله -عز وجل-: (أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ) {المائدة: 54} فإن ذلك هو أثر الصلابة في الدين والتشدد في القيام به، والكراهة لأعدائه، والغلظة على الخارجين عنه.
المنقبة السادسة: قوله سبحانه وتعالى: (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) {المائدة: 54} فإن الجهاد هو رأس الواجبات الشرعية، وبه يقوم عماد الدين، ويرتفع شأنه، وتتسع دائرة الإسلام، وتتقاصر جوانب الكفر، ويهدم أركانه.
المنقبة السابعة:
قوله -عز وجل-: (وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ) {المائدة: 54} وهذا هو شأن الإخلاص والقيام لله -عز وجل-، وعدم المبالاة بما يخالف الحق، ويباين الدين.
وجاء بالنكرة في سياق النفي، فيشمل كل لائمة تصدر من أي لائم كان، سواء كان جليلاً أو حقيراً، قريباً أو بعيداً.
وما أدل هذه المنقبة على قيامهم في كل أمر بمعروف أو نهي عن منكر، القيام الذي لا تطاوله الجبال، ولا تروعه الأهوال.
ولما جمع الله -عز وجل- لهم هذه المناقب في هذه الآية الشريفة نبههم على عظيم العطية، وجليل الإحسان فقال: (ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) {المائدة: 54}.
ففيه تلميح إلى أنه قد جمع لهم من فضله ما لم يتفضل به على غيرهم من عباده، وكأن ذلك كالجواب على من رام أن يحصل له ما حصل لهم من هذه المناقب العظيمة أو نافسهم فيها، أو حسدهم عليها".اهـ . باختصار يسير القول الحسن في فضائل أهل اليمن للشوكاني (صـ33- صـ40).
* اليمانيون يدخلون في دين الله أفواجا:
قال الله -سبحانه وتعالى-: [إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ(1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا(2) ] {النَّصر}.
ورد في سبب هذه السورة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: « لما نزلت: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ)؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية » صحيح: أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/404)، وأحمد في المسند (7709) من طريق عبد الرزاق أيضاً، وصححه الألباني في الصحيحة (3369).
فضائل اليمن وأهلها في السنة النبوية المطهرة:
* الإيمان يمان:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أتاكم أهل اليمن، أرق أفئدة، وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم » متفق عليه رواه البخاري في صحيحه (4388)، ومسلم (52).
قال البغوي رحمه الله في شرح السنة (14/201، 202): "هذا ثناء على أهل اليمن لإسراعهم إلى الإيمان وحسن قبولهم إياه".
* أهل اليمن يشربون من حوض النبي عليه الصلاة والسلام قبل غيرهم:
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إني لبعقر حوضي -أي: بمكان، وهو موقف الإبل من الحوض إذا وردته- أذود الناس لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتى يرفض -أي: يسيل- عليهم. فسئل عن عرضه، فقال: من مقامي إلى عُمان، وسئل عن شرابه فقال: أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، يغت فيه ميزابان، يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب، والآخر من ورق» رواه مسلم (3301).
قال النووي رحمه الله: "هذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه؛ مجازاة لهم بحسن صنيعهم، وتقدمهم في الإسلام، والأنصار من اليمن، فيدفع غيرهم حتى يشربوا كما دفعوا في الدنيا عن النبي صلى الله عليه وسلم أعداءه والمكروهات" شرح النووي على مسلم (15/62،63). عند شرحه لحديث رقم (3301).
* اللهم أقبل بقلوبهم:
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر قبل اليمن فقال: «اللهم أقبل بقلوبهم، وبارك لنا في صاعنا ومدنا» صحيح: أخرجه الترمذي (4210). وقال الألباني في تخريج أحاديث المشكاة (6263): حسن صحيح، وانظر: صحيح الترمذي (3086).
* أبشروا يا أهل اليمن:
عن عمران بن حصين قال: «إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم. قالوا: بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم. قالوا: قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال: كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء، ثم أتاني رجل فقال: يا عمران، أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها، فإذا السراب ينقطع دونها، وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم» رواه البخاري (7418).
ففي هذا الحديث يتجلى فضل أهل اليمن في قبولهم البشرى وحرصهم على الفقه في الدين، يتضح ذلك من قولهم بعد قبولهم البشرى: «جئناك لنتفقه في الدين»، فلم يطلبوا شيئاً من أمور الدنيا، ولم يطلبوا العطاء، إنما طلبوا منه الفقه والعلم، فأي فضل أعظم من الفقه في الدين، وأي فضل ناله أهل اليمن.
* اللهم بارك لنا في يمننا:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: ونجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله! وفي نجدنا، فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان» رواه البخاري (1037).
وفي الحديث إثبات فضل اليمن، فهي مباركة بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك الشام.
* جيش الإسلام:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول بالله صلى الله عليه وسلم: «إن الله استقبل بي الشام، وولي ظهري اليمن، وقال لي: يا محمد، إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقاً وما خلف ظهرك مدداً» صحيح: أخرجه الطبراني في الكبير (7642)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1716).
وهذا الحديث علم من أعلام النبوة، فقد انطلق أهل اليمن لفتح الفتوح، وكان منهم القادة في كثير من المعارك التي خاضها المسلمون ضد أعدائهم من الكفار، ووطئت أقدامهم فارس والروم، ووصلوا المغرب الأقصى، وبلاد السند، وجنوب فرنسا، ومن له أدنى إلمام بالتاريخ يعرف ما لأهل اليمن من ماضٍ عريق في الدفاع عن الإسلام والمسلمين.
يمانيــون غـير أنا حفـاة قد روينا الأمجاد جيلاً فجيلا قد وطئنا تيجان كسرى وقيصر جدنا صاحب الحضارات حمير
* أهل اليمن خيار من في الأرض:
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق بين مكة والمدينة، فقال: يوشك أن يطلع عليكم أهل اليمن، كأنهم السحاب، هم خيار من في الأرض، فقال رجل من الأنصار: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت. قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت. قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فقال في الثالثة كلمة ضعيفة: إلا أنتم» حسن: أخرجه البخاري في التاريخ (2/ 272)، والبزار (3428)، وابن أبي شيبة (12/ 183)، وأحمد في المسند (16724)، وأبو يعلى (7401)، والطبراني (1549)، والبيهقي في دلائل
النبوة (5/ 353)، وصححه الألباني في الصحيحة (3437).
* تحقرون أعمالكم مع أعمالهم:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه سيأتي قوم تحقرون أعمالكم إلى أعمالهم، قلنا: يا رسول الله، أقريش؟ قال: لا، ولكن أهل اليمن» صحيح: أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 216).
* أهل اليمن أرق أفئدة:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل اليمن أرق أفئدة وألين قلوباً» صحيح: أخرجه أحمد في المسند (4/232)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/257).
* تنفيس كرب المسلمين إنما يكون بأهل اليمن:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأجد نفس ربكم من قبل اليمن» صحيح: أخرجه الإمام أحمد (2/541) (10978)، والطبراني في مسند الشاميين (1083).
ففي هذا الحديث شرف عظيم لأهل اليمن، وأي شرف وهو علم من أعلام النبوة، فأهل اليمن هم من هبوا من البراري والقفار والجبال، وركبوا المهالك والأخطار، وأنزلوا بأسهم بالكفار، وفتحوا الأمصار، فبهم نفس الله عن المؤمنين الكربات.
والحديث ليس من أحاديث الصفات؛ فيمر على ظاهره، والنفس فيه اسم مصدر نفس ينفس تنفيساً، مثل: فرج يفرج تفريجاً وفرجاً، وهكذا قال أهل اللغة كما في (النهاية)، و(القاموس)، و(مقاييس اللغة).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فقوله: «من اليمن» يبين مقصود الحديث؛ فإنه ليس لليمن اختصاص بصفات الله تعالى حتى يظن ذلك، ولكن منها جاء الذين يحبهم ويحبونه، الذين قال فيهم: [مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ] {المائدة: 54}.
وقد روي أنه لما نزلت هذه الآية؛ سئل عن هؤلاء؟ فذكر أنهم قوم أبي موسى الأشعري. وجاءت الأحاديث الصحيحة، مثل قوله: «أتاكم أهل اليمن، أرق قلوباً، وألين أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية».
وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة، وفتحوا الأمصار، فبهم نفس الرحمن عن المؤمنين الكربات". الفتاوى لابن تيمية (6/397- 398).
أي أنه كلما ضاق الأمر بالمسلمين يأتي أهل اليمن ليذودوا عن حياض المسلمين وينفسوا كرباتهم وينتصروا لله وللمسلمين.
* حسبكم أهل اليمن وليكم الله ورسوله:
عن فيروز الديلمي رضي الله عنه قال: «إنهم أسلموا فيمن أسلم، فبعثوا وفدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، نحن من قد عرفت، وجئنا من حيث قد علمت، وأسلمنا فمن ولينا؟ قال: الله ورسوله. قالوا: حسبنا رضينا» صحيح: رواه الإمام أحمد (18200)، وأخرجه أبو يعلى (12/203).
* أهل اليمن أهل شريعة وأمانة وقضاء:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والشرعة في اليمن، والأمانة في الأزد» صحيح: أخرجه أحمد (8761)، وأخرجه الترمذي (3936)، دون قوله: "والشرعة في اليمن" وصححه الألباني في الصحيحة (1084).
* الحكمة يمانية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية» رواه البخاري (3499).
* إنهم مني وأنا منهم:
عن عتبة بن عبد رضي الله عنه: «أن رجلاً قال: يا رسول الله! العن أهل اليمن، فإنهم شديد بأسهم، كثير عددهم، حصينة حصونهم. فقال: لا، ثم لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجميين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مروا بكم يسوقون نساءهم، يحملون أبناءهم على عواتقهم، فإنهم مني وأنا منهم» حسن: أخرجه أحمد في المسند (17647)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2280)، والطبراني في الكبير(17/304).
* الإيمان هاهنا:
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: «أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال: الإيمان يمان هاهنا، ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر» رواه البخاري (3302).
قال ابن حجر رحمه الله: " قوله: أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال: «الإيمان»: فيه تعقيب على من زعم أن المراد بقوله: «يمان»: الأنصار، لكون أصلهم من أهل اليمن؛ لأن في إشارته إلى جهة اليمن ما يدل على أن المراد به: أهلها حينئذ لا الذين كان أصلهم منها، وسبب الثناء على أهل اليمن: إسراعهم إلى الإيمان وقبولهم، وقد تقدم قبولهم البشرى حين لم تقبلها بنو تميم" فتح الباري (6/508).
* خير الرجال رجال أهل اليمن:
عن عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض يوماً خيلاً، وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أفرس بالخيل منك. فقال عيينة: وأنا أفرس بالرجال منك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وكيف ذاك؟ قال: خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم، جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم، لا بسو البرود من أهل نجد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبت، بل خير الرجال رجال أهل اليمن، والإيمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة، ومأكلول حمير خير من آكلها، وحضرموت خير من بني الحارث، وقبيلة خير من قبيلة، وقبيلة شر من قبيلة، والله ما أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما، لعن الله الملوك الأربعة حمداً، ومجوساً، ومشرحاً، وأبضعة، وأختهم العمردة.ثم قال: أمرني ربي عز وجل أن ألعن قريشاً مرتين، فلعنتهم، وأمرني أن أصلي عليهم مرتين، ثم قال: عصية عصت الله ورسوله غير قيس وجعدة وعصية، ثم قال: لأسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله عز وجل يوم القيامة، ثم قال: شر قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب، وأكثر القبائل في الجنة مذحج ومأكول» صحيح: أخرجه الإمام أحمد (1945، 1946)، واللفظ له، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (969)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2269)، والحاكم (4/81)، والبخاري في التاريخ (4/248)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/43)، وصححه الألباني في الصحيحة (2606) و (3127) وصححه شعيب الأرناؤوط.
* أهل اليمن أهل سمع وطاعة
1
قوله تعالى ( ياأيها الذين ءامنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) . تلا هذه الآية ابو موسى الأشعري رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وءاله وسلم فقال : " هم قومك يا أبا موسى أهل اليمن"
قلت : وقد ورد الحديث عند الحاكم في المستدرك على هذا النحو : عن سماك بن حرب قال: سمعت عياض الأشعري يقول:
لما نزلت: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} [المائدة: 54]. قال رسول الله - صل الله عليه وسلم (هم قومك يا أبا موسى). أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى الأشعري بشيء كان معه، .
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه .
قوله تعالى ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا)
قيل أن سيدناإبراهيم لما أمر بالنداء على جبل أبي قبيس ونادى بأعلى صوته : يا عباد الله إن الله بنى لكم بيتاً وأمركم بحجه فحجوه . فأجابوا من أصلاب الرجال وأرحام النساء : لبيك اللهم
فلا يحج هذا البيت إلا من أجاب إبراهيم عليه السلام . وروي أن أول من أجاب أهلُ اليمن فلهذا هم أكثر الناس حجاً .
قوله تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الأرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُون)
والارض الجرز
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : هي أرض باليمن
وقال مجاهد: هي أبين.
( الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي ، جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري)
قوله تعالى : ( لقد كان لسبأ في مساكنهم ءايةٌ جنتان)
قال المفسرون : سبأ قبيلة ، وأرض سبأ يقال لها : مأرِب بأرض اليمن .
قوله تعالى : ( بلدةٌ طيبةٌ وربٌ غفور)
ما أطيب المغفرة بعد الطيبات . فدل ذلك على أن اليمن من قديم الزمان كثير الخيرات ظاهر البركات .
قوله تعالى : ( أهم خيرٌ أم قوم تُبَّع)
روي عنه عليه الصلاة والسلام : ( لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم)
الحديث في مسند أحمد ، المعجم الكبير للطبراني ، مجمع الزوائد للهيثمي ، فتح البارئ لابن حجر
، شرح مسند أبي حنيفة للقاري ، كنز العمال للهندي ، الجامع الصغير للسيوطي
وهو أول من كسا الكعبة في الجاهلية .
قوله تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا)
قال الماوردي في تفسيره : الناس هنا هم أهل اليمن .
قلت : في معجم الطبراني الكبير : عن ابن عباس قال لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح حتى ختم السورة قال نعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين نزلت قال فأخذ بأشد ما كان قط اجتهادا في أمر الآخرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك جاء الفتح ونصر الله وجاء أهل اليمن فقال رجل يا ءسول الله وما أهل اليمن قال قوم رقيقة قلوبهم لينة قلوبهم الإيمان يمان والفقه يمان .
أما في السنة :فالحديث الأول :عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم)
رواه الشيخان ، وفي رواية لمسلم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( جاء أهل اليمن. هم أرق أفئدة. الإيمان يمان. والفقه يمان. والحكمة يمانية)
2
عن أبي مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمان ها هنا - وأشار بيده إلى اليمن - والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين - عند أصول أذناب الإبل ، من حيث يطلع قرنا الشيطان ربيعة ومضر)
رواه البخاري .
3
عن زيد ابن ثابت: أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر قبل اليمن ، فقال : "اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا". رواه الترمذي .
4
وعن حيان بن بسطام الهذلي قال: كنا عند عبد الله بن عمر، فذكروا حاج اليمن وما يصنعون فيه ، فسبهم بعض القوم ، فقال ابن عمر: لا تسبوا أهل اليمن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"زين الحاج أهل اليمن".
قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط والكبير وإسناده حسن فيه ضعفاء وثقوا .
5
عن أبي أمامة الباهلي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من خيار الناس الأملوك أملوك حمير وسفيان والسكون والأشعريين . رواه الطبراني
6
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : -يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم .
رواه الإمام أحمد .
7
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم قال : الإيمان يمان ، وهم مني وإلي وإن بعد منهم المربع ، ويوشك أن يأتوكم أنصارا أعوانا فآمركم بهم خيرا .
( كنز العمال للمتقي الهندي )
8
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس ، فأوسعنا له فجلس وقال : "أين أصحابي الذين أنا منهم وهم مني؟ وأدخل الجنة ويدخلونها معي؟". فقلنا : يا رسول الله أخبرنا! قال: "نعم ، أهل اليمن المطروحون في أطراف الأرض ، المدفوعون عن أبواب السلطان ، يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يقضها".
أخرجه الطبراني والهيثمي .
9
عن عتبة بن عبد أن رجلا قال يا رسول الله العن أهل اليمن فإنهم شديد بأسهم كثير عددهم حصينة حصونهم قال لا ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجمين فارس والروم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم ويحملون أبناءهم على عواتقهم فإنهم مني وأنا منهم .
أخرجه الطبراني وأحمد .
10
عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة وأنجع طاعة .
11
عن عبد الله بن فيروز الديلمي عن أبيه فيروز قال قلت يا رسول الله نحن من قد علمت وحينا من حيث تعلم ونزلنا بين ظهراني من تعلم فمن ولينا قال الله ورسوله قال قلت حسبي . أخرجه الطبراني .
12
عن ابن عمر قال:
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا). قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ قال: (اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا). قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: (هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان).
رواه البخاري
13
عن ابن عباس قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذ قال: "الله أكبر {إذا جاء نصر الله والفتح} وجاء أهل اليمن، قوم نقية قلوبهم، حسنة طاعتهم - أو كلمة نحوها - الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية".
رواه البزار .
14
عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال:
-بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق مكة إذ قال يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار من في الأرض فقال رجل من الأنصار ولا نحن يا رسول الله فسكت قال ولا نحن يا رسول الله فسكت قال ولا نحن يا رسول الله فقال في الثالثة كلمة ضعيفة إلا أنتم . رواه الإمام أحمد
15
عن معاذ أنه كان يقول:
-بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال: لعلك أن تمر بقبري ومسجدي قد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم يقاتلون على الحق مرتين فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك ثم يعود إلى الإسلام حتى تبادر المرأة زوجها والولد والده والأخ أخاه فأنزل بين الجبينين السكون والسكاسك. رواه أحمد
16
عن أنس بن مالك قال:
لما جاء أهل اليمن قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة". رواه أبوداود0
عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال:
دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب، فأتاه ناس من بني تميم، فقال: (اقبلوا البشرى يا بني تميم). قالوا: قد بشرتنا فأعطنا، مرتين، ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن، فقال: (اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم). قالوا: قد قبلنا يا رسول الله، قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر، قال: (كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السماوات والأرض)
اليمن الكبرى، أو اليمن التاريخية : هي تلك الأرض الواقعة في جنوب/و جنوب شرق/ وجنوب غرب الجزيرة العربية، تمتد من الطائف وتخوم مكة شمالاً، إلى عدن في أقصى الجنوب، ومن باب المندب غرباً، إلى مضيق هرمز شرقاً، إلى تخوم كاظمة (الكويت حالياً) في الشمال الشرقي. وللإيجاز سنحاول توضيح بعض الأمور المهمة في تاريخ اليمن:
الأمور التاريخية والأمور الدينية بشكل نقاط كما يلي:
• (1)اليمن سميت اليمن بهذا الاسم لعدة أسباب: وجد في الكتابات السبأية القديمة ذكر اليمن بلفظ (يمنات)، وكذلك لأنها بلاد اليُمن والبركة، أي بلاد الخير الكثير الذي لاينقطع، وأيضاً بلاد البركة لأنها اشتهرت بإنتاج جميع المواد التي تستخدم في الطقوس الدينية القديمة مثل البخور واللبان ... وغيرها قبل وبعد بناء الكعبة المشرفة، وأضيف سبب آخر هو وقوعها يمين الكعبة المشرفة.
(2)ذكرت اليمن في الكثير من الكتب القديمة والتاريخية، منها التوراة، وكتب التاريخ الإغريقي، والروماني ...الخ ووصفت باليمن السعيد، و لم توصف أي أرض في الدنيا بهذا الوصف غيرها، لتمتعها بوفرة في المياه والخضرة ، ولطبيعتها الخلابة، ولأرضها الخصبة التي باركها الله ، ولأنها أرض لمعظم الأنبياء، وأنصار الأنبياء ، ولتعدد حضاراتها المهمة في تاريخ البشرية ، ولدورها وبيوتها وقصورها الفخمة، ولجسارة وقوة شعبها الذي صنع من الجبال قصوراً شامخاً، ومدرجات زراعية في قمم الجبال الشاهقة.
(3)تعتبر اليمن - بحسب الكتب التاريخية المختلفة، وبحسب ما توصل له العلم مؤخراً – الموطن الأول للجنس البشري على الأرض، ونقطة التجمع والانطلاق الأولى للهجرات البشرية .
(4)تعتبر اليمن أرض العرب الأولى ، والشعب اليمني هو أصل الجنس العربي، واليمنيون هم أول من تكلم باللسان العربي، فقبائل اليمن الشهيرة ( عاد، وثمود، وطسم، و جديس، وجرهم، والعمالقة، و أُميم .. وغيرها) هي قبائل العرب القديمة التي انتشرت في الجزيرة العربية، والعراق، والشام، ومصر، وشمال إفريقيا، والقرن الأفريقي ..وغيرها وظهر منها العرب العاربة قبائل قحطان والعرب ( المستعربة ) قبائل عدنان ، ومن يعتقد أن عدنان مستعرب فهو خاطئ لأن عدنان يعود إلى قبائل العرب القديمة التي قدمت من اليمن، لذلك فإن عدنان عربي يمني، وبالتالي فإن نبي الله إبراهيم عليه السلام عربي وليس أعجمي، وبالتالي فإن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عربياً وليس له أي أصل أعجمي ، بعكس ما قاله عدد من المؤرخين الذين نسبوا الرسول لنبي الله إبراهيم الذي وصفوه بالأعجمي.
(5)الفينيقيون) قوم هاجروا من أرض اليمن تجاه الشمال، وسكنوا في لبنان ونشأ منهم الشعب الشهير ( الفينيقيون) وأنشئوا الحضارة الفينيقية، وكذلك هاجرت قبائل اليمن إلى مصر وسكنت على ضفاف النيل وأنشأت ماسمي بالحضارة الفرعونية الغنية عن التعريف ، وهناك العديد من الكتابات والكتب التاريخية التي أوضحت أصول شعب مصر القديم وأنها بلا شك تعود إلى اليمن ومنها : الكتاب «جغرافية التوراة في جزيرة الفراعنة» للباحث في علم الآثار/ أحمد عيد، الذي قدم له الأستاذ الدكتور/ أحمد الصاوي عالم الآثار المصري والأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، وطبع لأول مرة في فبراير عام 1996م عن مركز المحروسة للبحوث والتدريب والنشر بالقاهرة ، حيث أعاد الكاتب أصل الفراعنة إلى قبيلة العماليق التي هاجرت من اليمن إلى الشام ومن ثم هاجر بعضهم إلى وادي النيل وسكنوا مصر ، وأشارت كتب أخرى أن الهجرة اليمنية لمصر مرت عبر الحبشة وليس الشام، وخلاصة ما نشر في هذا الموضوع أن لقب (فرعون) أصله باللغة العربية السبأية القديمة هو (فرعوم) وأن الهكسوس الذين حكموا مصر فترات طويلة قدموا كذلك من اليمن، وسموا الملوك الرعاة، وأن الحضارة المصرية لا تنفصل عن بيئتها المحيطة المكونة من مجموعة من القبائل اليمنية التي سكنت وادي النيل والصحراء الليبية الكبرى وشمال أفريقيا وموريتانيا
(6)قبيلة جرهم اليمنية الشهيرة هي أول من سكن بأرض مكة، وهي من آوت إليها نبي الله إسماعيل عليه السلام، وأمه هاجر ، و من نسلها جاءت قريش، وهم من بنا الكعبة مع أنبياء الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وتزوج نبي الله إسماعيل من بناتها ، ومن ذريتهما جاء نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، لذلك يقول رسول الله صل الله عليه وسلم(أهل اليمن هم مني وأنا منهم ) ( وغيرها الكثير من الأقوال المأثورة عن الرسول التي يشير فيها إلى علاقته بأهل اليمن)
(7)ذكرت اليمن في القرآن، وحملت سورتين من سور القرآن أسماء مناطق فيها (سبأ، الأحقاف ) سبأ امتدت من مأرب شمالاً إلى شبوة شرقاً، والأحقاف في حضرموت شرقاً، ووصف الله اليمن بأنها ( جنة، وبلدة طيبة ) ولم يطلق على أي أرض هذا الوصف في القرآن غير اليمن.
ملوك اليمن أول من لبس التيجان، ومن أشهر ملوكهم: (8)الملكة بلقيس زوجة نبي الله سليمان التي ورد ذكرها في القرآن في سورة سبأ، و الملك الصعب بن ذي مرائد بن الحارث الرائش بن حمير بن سبأ الملقب بذي القرنين، لأن تاجه كان له طرفان كالقرنين، وهو الذي ذكر في سورة الكهف قي قصته مع قوم يأجوج ومأجوج ( كما جاء في ابن كثير والمقريزي وبن هشام والطبري .. وغيرهم الكثير ) والملك كرب أسعد أو أسعد الكامل هو أول من آمن بنبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام من قبل أن يولد وهو أول من كسا الكعبة، وأمر ولاته بمكة من جرهم بكسائها كل عام، وأمرهم بتطهيرها وألا يقربوها دماً ، ولا ميتة ولا المحايض وجعل لها باباً ومفتاحاً، ويعتبر من أعظم ملوك اليمن، وقد قال عن نفسه في قصيدة شهيرة : قد دعتني نفسي لأن انطح الصين بخيلٍ أقودها من ظفار، ولنا فيلق صعب القياد عرندسُ ، ثمانون الفاً راكبا غير راجل، نلت بلاد المشرقين كلها، ونلت بلاد المغربين وبابلاً، ونلت بلاد السند والهند كلها وفي الصين صيدنا نقيباً وعاملاً . وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الملك تُبع (لا تسبوا تُبعاً فإنه كان قد أسلم) .
(9)ذكر القرآن العديد من القصص ، نالت أرض اليمن ورجال اليمن نصيباً كبيراً منها ، ومن تلك القصص : قصة أصحاب الجنة، قصة أصحاب الأخدود، إرم ذات العماد، قصة نبي الله سليمان عليه السلام وملكة سبأ، قصة السيل العرم، قصة ذو القرنين، قصة الفيل وأبرهه ومحاولة هدم الكعبة ... وغيرها .
(10)يوجد في اليمن عدد من قبور الأنبياء الذي يعتقد عدد من الباحثين اليمنيين والعرب حقيقتها ومنهم عليهم السلام: الأنبياء نوح وأيوب وهود وصالح وشعيب.
(11)سميت القارة الأفريقية بهذا الاسم نسبة إلى الملك اليمني الحميري: افريقس بن أبرهة بن حارث بن حمير بن سبأ، الذي غزا إفريقيا وصال وجال فيها وملك مناطق كبيرة منها .
اليمن وأهلها في القرآن والسنة الشريفة:
إن من منن الله الجزيلة وعطاياه العظيمة على أهل اليمن أن أكرمهم بفضائل ليست لغيرهم، وشرفهم الله تعالى بأن جعل قيام الدولة الإسلامية في أرضهم( الأنصار ) ( وذلك عندما قامت وتأسست في يثرب {المدينة المنورة} وعلى أيدي رجالها الأوس والخزرج القبائل اليمنية الشهيرة .
لقد جاء في فضل اليمن وأهل اليمن آيات وأحاديث لم تجتمع لغيرهم. وظهرت من أهل اليمن معادن الرجال القوية في إيمانها، المخلصة في وجهتها، المتأسية في سيرها بالمصطفى صلى الله عليه وسلم.
فكان منهم الحكماء والعلماء والبلغاء، وكان منهم القادة والفاتحون والزعماء والإداريون والأبطال، وكان منهم الولاة، ونذكر فيما يلي شيئاً من فضائلهم الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
فضائل اليمن وأهلها في القرآن الكريم:
اليمن بلدة طيبة
قال الله سبحانه وتعالى: [لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور] {سبأ: 15
قال العلامة الفضيل الورتلاني رحمه الله في تفسير هذه الآية (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ): "ومن ميزات كلام الله الخلود والإعجاز، وحظ التذكير لنا في هذه الآية أنه من ناحية الخلود يؤخذ أن طيبة هذا البلد أمر مستمر إلى يوم القيامة، ومن ناحية الإعجاز يؤخذ من كلمة (طَيِّبَةٌ)): عدم قدرة أحد من الخلق أن يصفها بكلمة واحدة مثلها، مع شمولها لكل ما تنطوي عليه من خيرات نافعة"
يحبهم ويحبونه:
قال الله سبحانه وتعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] {المائدة: 54}.
ورد في سبب نزول هذه الآية عن عياض الأشعري رضي الله عنه قال: «لما نزلت هذه الآية [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] {المائدة: 54} أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى الأشعري بشيء كان معه، فقال: هم قوم هذا» . أخرجه الحاكم (2/ 313)، وابن أبي شيبة في مسنده (12 /125)، وابن جرير في تفسيره (12193)، والطبراني في الكبير (17/371 )، وصححه الألباني في الصحيحة 3368).
قال الإمام الشوكاني رحمه الله: "إذا عرفت أن هذه الآية نازلة فيهم بهذه الأحاديث فاعلم أنها قد اشتملت على مناقب لأهل اليمن.
الأولى منها
اختصاص أهل اليمن بهذه الميزة العظيمة؛ وهي أن الله سبحانه وتعالى يأتي بهم عند ارتداد غيرهم من قبائل العرب التي هي ساكنة في هذه الجزيرة على اختلاف أنواعها وتباين صفاتها، فإن ذلك لا يكون إلا لمزيد شرفهم، وأنهم حزب الله عند خروج غيرهم من هذا الدين.
المنقبة الثانية:
قوله عز وجل: (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) فليس بعد هذه الكرامة والتشريف من الله سبحانه شيء، فإن من أحبه الله قد سعد سعادة لا يماثله سعد، وشرف شرفاً لا يقاس به شرف، وفاز فوزاً لا يعادله فوز، وأكرم كرامة لا تساويها كرامة.
المنقبة الثالثة:
قوله: (وَيُحِبُّونَهُ): وهذه كرامة جليلة، ومنقبة جميلة، فإن كون العبد الحقير محباً لربه -عز وجل- هي الغاية القصوى في الإيمان الذي هو سبب الفوز بالنعيم الدائم، وسبب النجاة من العذاب الأليم، ومن عظم محبة الله -عز وجل- ودلائل صحتها: اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله، والاقتداء به، والاهتداء بهديه الشريف.
قال الله عز وجل: [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ..] {آل عمران: 31} فمن أحب الله واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فاز بحب بالله -عز وجل- له، وبمحو ذنوبه وارتفاع درجته بين عباد الله المؤمنين.
المنقبة الرابعة:
قوله: (أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ) {المائدة: 54} فإن الذلة لأهل الإيمان من أشرف خصال المؤمنين، وأعظم مناقبهم، وهو التواضع الذي يحمده الله -عز وجل-، ويرفع لصاحبه الدرجات، وفي ذلك الخلوص من معرة كثيرة من خصال الشر، التي من جملتها الكبر والعجب.
المنقبة الخامسة:
قوله -عز وجل-: (أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ) {المائدة: 54} فإن ذلك هو أثر الصلابة في الدين والتشدد في القيام به، والكراهة لأعدائه، والغلظة على الخارجين عنه.
المنقبة السادسة: قوله سبحانه وتعالى: (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) {المائدة: 54} فإن الجهاد هو رأس الواجبات الشرعية، وبه يقوم عماد الدين، ويرتفع شأنه، وتتسع دائرة الإسلام، وتتقاصر جوانب الكفر، ويهدم أركانه.
المنقبة السابعة:
قوله -عز وجل-: (وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ) {المائدة: 54} وهذا هو شأن الإخلاص والقيام لله -عز وجل-، وعدم المبالاة بما يخالف الحق، ويباين الدين.
وجاء بالنكرة في سياق النفي، فيشمل كل لائمة تصدر من أي لائم كان، سواء كان جليلاً أو حقيراً، قريباً أو بعيداً.
وما أدل هذه المنقبة على قيامهم في كل أمر بمعروف أو نهي عن منكر، القيام الذي لا تطاوله الجبال، ولا تروعه الأهوال.
ولما جمع الله -عز وجل- لهم هذه المناقب في هذه الآية الشريفة نبههم على عظيم العطية، وجليل الإحسان فقال: (ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) {المائدة: 54}.
ففيه تلميح إلى أنه قد جمع لهم من فضله ما لم يتفضل به على غيرهم من عباده، وكأن ذلك كالجواب على من رام أن يحصل له ما حصل لهم من هذه المناقب العظيمة أو نافسهم فيها، أو حسدهم عليها".اهـ . باختصار يسير القول الحسن في فضائل أهل اليمن للشوكاني (صـ33- صـ40).
* اليمانيون يدخلون في دين الله أفواجا:
قال الله -سبحانه وتعالى-: [إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ(1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا(2) ] {النَّصر}.
ورد في سبب هذه السورة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: « لما نزلت: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ)؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية » صحيح: أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/404)، وأحمد في المسند (7709) من طريق عبد الرزاق أيضاً، وصححه الألباني في الصحيحة (3369).
فضائل اليمن وأهلها في السنة النبوية المطهرة:
* الإيمان يمان:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أتاكم أهل اليمن، أرق أفئدة، وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم » متفق عليه رواه البخاري في صحيحه (4388)، ومسلم (52).
قال البغوي رحمه الله في شرح السنة (14/201، 202): "هذا ثناء على أهل اليمن لإسراعهم إلى الإيمان وحسن قبولهم إياه".
* أهل اليمن يشربون من حوض النبي عليه الصلاة والسلام قبل غيرهم:
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إني لبعقر حوضي -أي: بمكان، وهو موقف الإبل من الحوض إذا وردته- أذود الناس لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتى يرفض -أي: يسيل- عليهم. فسئل عن عرضه، فقال: من مقامي إلى عُمان، وسئل عن شرابه فقال: أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، يغت فيه ميزابان، يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب، والآخر من ورق» رواه مسلم (3301).
قال النووي رحمه الله: "هذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه؛ مجازاة لهم بحسن صنيعهم، وتقدمهم في الإسلام، والأنصار من اليمن، فيدفع غيرهم حتى يشربوا كما دفعوا في الدنيا عن النبي صلى الله عليه وسلم أعداءه والمكروهات" شرح النووي على مسلم (15/62،63). عند شرحه لحديث رقم (3301).
* اللهم أقبل بقلوبهم:
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر قبل اليمن فقال: «اللهم أقبل بقلوبهم، وبارك لنا في صاعنا ومدنا» صحيح: أخرجه الترمذي (4210). وقال الألباني في تخريج أحاديث المشكاة (6263): حسن صحيح، وانظر: صحيح الترمذي (3086).
* أبشروا يا أهل اليمن:
عن عمران بن حصين قال: «إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم. قالوا: بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم. قالوا: قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال: كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء، ثم أتاني رجل فقال: يا عمران، أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها، فإذا السراب ينقطع دونها، وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم» رواه البخاري (7418).
ففي هذا الحديث يتجلى فضل أهل اليمن في قبولهم البشرى وحرصهم على الفقه في الدين، يتضح ذلك من قولهم بعد قبولهم البشرى: «جئناك لنتفقه في الدين»، فلم يطلبوا شيئاً من أمور الدنيا، ولم يطلبوا العطاء، إنما طلبوا منه الفقه والعلم، فأي فضل أعظم من الفقه في الدين، وأي فضل ناله أهل اليمن.
* اللهم بارك لنا في يمننا:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: ونجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله! وفي نجدنا، فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان» رواه البخاري (1037).
وفي الحديث إثبات فضل اليمن، فهي مباركة بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك الشام.
* جيش الإسلام:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول بالله صلى الله عليه وسلم: «إن الله استقبل بي الشام، وولي ظهري اليمن، وقال لي: يا محمد، إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقاً وما خلف ظهرك مدداً» صحيح: أخرجه الطبراني في الكبير (7642)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1716).
وهذا الحديث علم من أعلام النبوة، فقد انطلق أهل اليمن لفتح الفتوح، وكان منهم القادة في كثير من المعارك التي خاضها المسلمون ضد أعدائهم من الكفار، ووطئت أقدامهم فارس والروم، ووصلوا المغرب الأقصى، وبلاد السند، وجنوب فرنسا، ومن له أدنى إلمام بالتاريخ يعرف ما لأهل اليمن من ماضٍ عريق في الدفاع عن الإسلام والمسلمين.
يمانيــون غـير أنا حفـاة قد روينا الأمجاد جيلاً فجيلا قد وطئنا تيجان كسرى وقيصر جدنا صاحب الحضارات حمير
* أهل اليمن خيار من في الأرض:
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق بين مكة والمدينة، فقال: يوشك أن يطلع عليكم أهل اليمن، كأنهم السحاب، هم خيار من في الأرض، فقال رجل من الأنصار: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت. قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت. قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فقال في الثالثة كلمة ضعيفة: إلا أنتم» حسن: أخرجه البخاري في التاريخ (2/ 272)، والبزار (3428)، وابن أبي شيبة (12/ 183)، وأحمد في المسند (16724)، وأبو يعلى (7401)، والطبراني (1549)، والبيهقي في دلائل
النبوة (5/ 353)، وصححه الألباني في الصحيحة (3437).
* تحقرون أعمالكم مع أعمالهم:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه سيأتي قوم تحقرون أعمالكم إلى أعمالهم، قلنا: يا رسول الله، أقريش؟ قال: لا، ولكن أهل اليمن» صحيح: أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 216).
* أهل اليمن أرق أفئدة:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل اليمن أرق أفئدة وألين قلوباً» صحيح: أخرجه أحمد في المسند (4/232)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/257).
* تنفيس كرب المسلمين إنما يكون بأهل اليمن:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأجد نفس ربكم من قبل اليمن» صحيح: أخرجه الإمام أحمد (2/541) (10978)، والطبراني في مسند الشاميين (1083).
ففي هذا الحديث شرف عظيم لأهل اليمن، وأي شرف وهو علم من أعلام النبوة، فأهل اليمن هم من هبوا من البراري والقفار والجبال، وركبوا المهالك والأخطار، وأنزلوا بأسهم بالكفار، وفتحوا الأمصار، فبهم نفس الله عن المؤمنين الكربات.
والحديث ليس من أحاديث الصفات؛ فيمر على ظاهره، والنفس فيه اسم مصدر نفس ينفس تنفيساً، مثل: فرج يفرج تفريجاً وفرجاً، وهكذا قال أهل اللغة كما في (النهاية)، و(القاموس)، و(مقاييس اللغة).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فقوله: «من اليمن» يبين مقصود الحديث؛ فإنه ليس لليمن اختصاص بصفات الله تعالى حتى يظن ذلك، ولكن منها جاء الذين يحبهم ويحبونه، الذين قال فيهم: [مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ] {المائدة: 54}.
وقد روي أنه لما نزلت هذه الآية؛ سئل عن هؤلاء؟ فذكر أنهم قوم أبي موسى الأشعري. وجاءت الأحاديث الصحيحة، مثل قوله: «أتاكم أهل اليمن، أرق قلوباً، وألين أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية».
وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة، وفتحوا الأمصار، فبهم نفس الرحمن عن المؤمنين الكربات". الفتاوى لابن تيمية (6/397- 398).
أي أنه كلما ضاق الأمر بالمسلمين يأتي أهل اليمن ليذودوا عن حياض المسلمين وينفسوا كرباتهم وينتصروا لله وللمسلمين.
* حسبكم أهل اليمن وليكم الله ورسوله:
عن فيروز الديلمي رضي الله عنه قال: «إنهم أسلموا فيمن أسلم، فبعثوا وفدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، نحن من قد عرفت، وجئنا من حيث قد علمت، وأسلمنا فمن ولينا؟ قال: الله ورسوله. قالوا: حسبنا رضينا» صحيح: رواه الإمام أحمد (18200)، وأخرجه أبو يعلى (12/203).
* أهل اليمن أهل شريعة وأمانة وقضاء:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والشرعة في اليمن، والأمانة في الأزد» صحيح: أخرجه أحمد (8761)، وأخرجه الترمذي (3936)، دون قوله: "والشرعة في اليمن" وصححه الألباني في الصحيحة (1084).
* الحكمة يمانية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية» رواه البخاري (3499).
* إنهم مني وأنا منهم:
عن عتبة بن عبد رضي الله عنه: «أن رجلاً قال: يا رسول الله! العن أهل اليمن، فإنهم شديد بأسهم، كثير عددهم، حصينة حصونهم. فقال: لا، ثم لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجميين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مروا بكم يسوقون نساءهم، يحملون أبناءهم على عواتقهم، فإنهم مني وأنا منهم» حسن: أخرجه أحمد في المسند (17647)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2280)، والطبراني في الكبير(17/304).
* الإيمان هاهنا:
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: «أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال: الإيمان يمان هاهنا، ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر» رواه البخاري (3302).
قال ابن حجر رحمه الله: " قوله: أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال: «الإيمان»: فيه تعقيب على من زعم أن المراد بقوله: «يمان»: الأنصار، لكون أصلهم من أهل اليمن؛ لأن في إشارته إلى جهة اليمن ما يدل على أن المراد به: أهلها حينئذ لا الذين كان أصلهم منها، وسبب الثناء على أهل اليمن: إسراعهم إلى الإيمان وقبولهم، وقد تقدم قبولهم البشرى حين لم تقبلها بنو تميم" فتح الباري (6/508).
* خير الرجال رجال أهل اليمن:
عن عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض يوماً خيلاً، وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أفرس بالخيل منك. فقال عيينة: وأنا أفرس بالرجال منك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وكيف ذاك؟ قال: خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم، جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم، لا بسو البرود من أهل نجد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبت، بل خير الرجال رجال أهل اليمن، والإيمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة، ومأكلول حمير خير من آكلها، وحضرموت خير من بني الحارث، وقبيلة خير من قبيلة، وقبيلة شر من قبيلة، والله ما أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما، لعن الله الملوك الأربعة حمداً، ومجوساً، ومشرحاً، وأبضعة، وأختهم العمردة.ثم قال: أمرني ربي عز وجل أن ألعن قريشاً مرتين، فلعنتهم، وأمرني أن أصلي عليهم مرتين، ثم قال: عصية عصت الله ورسوله غير قيس وجعدة وعصية، ثم قال: لأسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله عز وجل يوم القيامة، ثم قال: شر قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب، وأكثر القبائل في الجنة مذحج ومأكول» صحيح: أخرجه الإمام أحمد (1945، 1946)، واللفظ له، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (969)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2269)، والحاكم (4/81)، والبخاري في التاريخ (4/248)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/43)، وصححه الألباني في الصحيحة (2606) و (3127) وصححه شعيب الأرناؤوط.
* أهل اليمن أهل سمع وطاعة
8.
أمثال
يمانية
9.
...............